نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 411
الهدف،
والإرادة التي تحفزه على ذلك، فالمحتوى الداخلي للإنسان هو الّذي يصنع هذه
الغايات، ويجسد هذه الأهداف من خلال مزجه بين الفكر والإرادة.
وأما العلاقة بين المحتوى الداخلي للإنسان والبناء الفوقي والتاريخي
للمجتمع فهي علاقة سبب بمسبب، والمحتوى الداخلي للأمَّة كأمَّة يعتبر أساساً
وقاعدةً للتغييرات في النباء العلوي في الحركة التاريخيّة كُلِّها.
نظرية المثل العُليا القرآنيّة
تركز هذه النظريّة على المحتوى الداخلي للإنسان، والّذي يتأثر بالصورة
الذهنيّة التي يكونها الإنسان في فكره وذهنه للمستقبل، والتي يتخذها غاية وهدفاً،
ومثلاً أعلى له يتحرك نحوه بإرادته، ومن أجل الوصول إليه تكون إرادته إرادة
للأعمال والنشاطات التي توصله إليه.
فالصورة الذهنيّة أو (المثل الأعلى) الّذي يكونّه الإنسان في ذهنه عن
المستقبل هو: نقطة البدء في بناء المحتوى الداخلي للإنسان وللجماعات البشريّة،
فإذا كان هذا المثل مثلاً صالحاً ومطلقاً وغير محدود بحدود، فإنّ المحتوى الداخلي
للإنسان يتغيّر في صورة هذا المثل اللامحدود، وكذلك إذا كان هذا المثل منخفضا
ومحدوداً وقاصراً، فإنّ محتواه الداخلي يتغيّر تبعاً لهذه الصورة أيضاً.
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 411