نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 408
وتعالى، وأنّ دور الإنسان في مُمارسة
حياته إنما هو دور الاستخلاف والاستئمان، وأي علاقة تنشأ بين الإنسان والطبيعة فهي
في جوهرها ليست علاقة مالك بمملوك وإنَّما هي علاقة أمين على أمانة مأمون عليها،
وأي علاقة تنشأ بين الإنسان وأخيه الإنسان مهما كان المركز الاجتماعي لهذا أو لذاك
فهي علاقة استخلاف وتفاعل بقدر ما يكون هذا الإنسان أو ذاك مؤدياً لواجبه بهذه
الخلافة.
أمّا الصيغة الثلاثية الأطراف فهي: صيغة تربط بين الإنسان والإنسان
والطبيعة، ولكنّها تقطع صلة هذه الأطراف مع الطرف الرابع، وتجرد تركيب العلاقة
الاجتماعيّة عنه، لذا أوجدت الألوان المختلفة للملكية والسيادة (سيادة الإنسان على
أخيه الإنسان بأشكالها المختلفة التي استعرضها التاريخ).
وبالتدقيق في المقارنة بين الصيغتين، يتضح أن إضافة الطرف الرابع للصيغة
الرباعية ليس مجرد إضافة عددية، بل هي إضافة نوعية تُحدث تغييراً نوعياً في بنية
العلاقة الاجتماعيّة وفي تركيب الأطراف الثلاثة الأُخرى نفسها، إذ تحوِّل علاقة
الإنسان مع أخيه الإنسان إلى علاقة الشريك في حمل الأمانة والاستخلاف وتعود
الطبيعة بكُل ما فيها من ثروات وبكُل ما عليها ومن عليها مجرد أمانة لابُدّ من رعاية
واجبها وأداء حقها([677]).
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 408