مـع أنّ الترغيب بأنـواع الهِبات والمكافئات الماديّة والمعنوية الإلهيّة
والترهيب والإنذار من العقاب الشديد النفسي والبدني هما الطريق إلى التربية
والتعليم، والعامل المساعد للإخراج من الظلمات إلى النور، لكن نظراً لتركيز القرآن
الكريم عليهما كثيراً يمكن اعتبارهما أحد أهداف بعثة الأنبياء عليهم السلام، وفي
الآية السـابعة من آيـات البحث تمّت الإشارة إلى هذا الهدف إذ يقول الله تبارك وتعالى:
وَمَا
نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ...([649]).
فالآية ونظائرها تعتبر الـ: (بشارة) والـ: (إنذار) بمثابة برنامج رئيسي
للأنبياء عليهم السلام، وتُعدّ أيضاً ردّاً على اُولئك الّذين يعتبرون الأنبياء
عليهم السلام آلهة ويرجون منهم إظهار كُل أنواع القدرة الإلهيّة، وعلى اُولئك الّذين
انكروا دعوتهم وخالفوهم في مسيرتهم، إذ يؤكّد الله تعالى أنّ وظيفة الأنبياء عليهم
السلام هي البشرى والإنذار فقط، أمّا باقي الأُمور فهي موكولة إليه تعالى، وأنّ
الهداية مرتبطة بالنَّاس أنفسهم كما في قوله تعالى:... فَمَنْ آمَنَ
وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، وَالَّذِينَ
كَذَّبُـوا بِـآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَـذَابُ بِمَـا كَانُـوا يَفْسُقُـونَ([650])، ففي الواقع يمكن حصر كُل
الدوافـع
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 394