وبناءاً على هذا فأحد أهداف البعثة هو نجاة الإنسان من الظلمات الفكرية
والعقائدية والأخلاقية والعمليّة، وهدايته نحو النور والحياة الواقعية.
ويمكن أيضاً إيراد هذا الهدف في أهداف التربية والتعليم وإقامة العدل
والحريّة، أو العكس، ولكن نظراً لورود كُل هدف على حده في القرآن الكريم، فقد
راعينا عرضها بصورة مستقلّة أيضاً.
والنور والهداية لايختصان بالقرآن الكريم فحسب بل قد ورد تعبير (النور)في حق النَّبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً في الآية: وَدَاعِياً إلَى اللّهِ
بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً([646]).
والتعبير بـ: (النَّاس) بحسب ما ذهب إليه تفسير الميزان([647])،
هو لبيان أنّ الهدف من بعثة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم هو لهداية عامّة
النَّاس(في كُل زمان ومكان ما دامت السماوات والأرضون) والتعبير بـ:(بإذن
ربّهم) هو لبيان أنّ هداية الأنبياء عليهم السلام هي في الواقع جزء من (ربوبية
الباري جلّت قدرته) وفي مساره الّذي يرتضيه هو، انسجام الربوبية في عالم التشريع
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 393