و«الظلمات» نظراً لورودها بصيغة الجمع فإنّها تمثل مفهوماً واسعاً وشاملاً
لكُل أنواع الظلمات: ظلمة الشرك والظلم والجهل وهوى النفس، وأنواع الحجب التي تسدل
على قلب الإنسان وكذلك الظلمات التي تخيّم على المجتمعات([643]).
فالهدف من نزول الكتب السماوية هو إنقاذ الإنسان من كُل هذه الظلمات
والأخذ بيده نحو نور التوحيد والتقوى والعدل والإنصاف والاُخوّة و...
والملفت للنظر هنا مجيء (الظلمات) بصيغة الجمع و(النور) بصيغة المفرد،
وذلك لأنّ طريق التوحيد والحق واحد لا يوجد طريق سواه، وهو ذلك الطريق المستقيم الّذي
يربط بين المبدأ والمعاد فهو يختلف عن طرق الضلال المتشعبة، فنور الإيمان والتقوى
هو أساس الوحدة والاتحاد، أمّا ظلمات الشرك واتّباع الهوى والطغيان فهي السبب
الأساس في الاختلاف والحيرة والضياع([644]).
وحَصْرُ بعض المفسِّرين (الظلمات) بـ: (الشرك)، و(النور) بـ: (التوحيد)
فقط لا يستند إلى دليل، إذ ليس ما ذهبوا إليه إلاّ أحد
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 392