responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي    جلد : 1  صفحه : 387
وقد جاءت في هذه الآية ثلاثة اُمور تعتبر مقدمة لإقامة العدل، وهي ... بِالْبَيِّناتِ... التي تعني الأدلّة كما لا يخفى، والمشتملة على المعاجز والأدلّة العقليّة على أحقية دعوة الأنبياء عليهم السلام وأخبار السابقين منهم، و... الْكِتابَ... الّذي يشير إلى الكتب السماوية التي تحتوي على بيان المعارف والعقائد والأحكام والأخلاق، و... الْميزانَ... الّذي يعني القوانين المميّزة للخير من الشرّ والفضائل من الرذائل والحق من الباطل([633]).

وهذه القوى الثلاث متّعت أنبياء الله عليهم السلام بقوة مكَّنتهم من دفع البشريّة نحو إقرار العدالة، والملفت للنظر هنا هو عدم نسبة إقامة العدالة إلى الأنبياء، بل التصريح بأنّ المجتمعات البشريّة تنشأ على نوع من التربية يدفعها بالنتيجة إلى إقامة العدالة بنفسها! والمهم أيضاً هو ظهور هذه المسألة في المجتمع بصورة إراديّة لا قهريّة.

والتعبير بـ: ... الْميزانَ... عن القوانين الإلهيّة إنَّما هو لدورها المهم في المسائل الحقوقيّة المشابهة لدور الميزان في بيان وزن كُل شيء كما هو عليه، وإنهاء حالة الخلاف والنزاع القائمة، ونظراً لكون القوانين البشريّة الوضعية صادرة من علم الإنسان الناقص، فلا يمكن الإعتماد عليها ولا يمكنها أبداً تحقيق العدالة، بل ينحصر تحقق هذا الأمر في القوانين الإلهيّة النابعة من علم الله تعالى اللانهائي الّذي لا يخالطه الخطأ والاشتباه، ذلك العلم الّذي

نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست