نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 363
في مصير هؤلاء يُعدّ الأُسلوب الأَمثَل لأُولي الألباب لمعرفة
عوامل السعادة والتعاسة، وتمييز طريق الهلاك عن طريق النجاة.
والثانية: خاطبت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قائلة: فَاقْصُصْ الْقَصَصَ
لَعَلّهُم يَتَفَكَّرُون، وهذا يدل على أن البيان الصحيح لتاريخ السالفين موجب لصحوة
الأفكار ومادتها الأولية.
والآية الثالثة: بعد أن بيّنت مصير بعض الأقوام
السالفة مثل قوم نوح وشُعيب وفرعون ولوط وعاد وثمود، قالت: ذلِكَ مِنْ أنباءِ الْقُرى
نَقُصُّه عَلَيكَ مِنها قائمٌ وَحَصِيد، أي: من القرى من هو باق لحدّ الآن،
ومنها من زال وفنى فاعتبروا يا أُولي الألباب.
وأمّا الرابعة: التي جاءت في بداية سورة يوسف، فهَيَّأَتْ أَذهانَ
المستمعين في البداية لتلقي وإدراك ما سَيُقال فقالت: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحْسنَ القَصَصِ
بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هَذا الْقُرآنَ وَإنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ
الغافِلِين.
وقد استندت الآيات الأربع إلى موضوع (القصّة) و(القصص) كوسيلة للمعرفة.
وبالنسبة للآية الخامسة: فبعد إشارتها إلى تعذيب فرعون إذ قالت:
فَأَخَذَهُ
الله نَكالَ الآخِرَةِ وَالأُولى * إنَّ في ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمنْ يَخْشَى، والعبرة كما ذكرنا مسبقاً
تعني: التنقّل والعبور من حالة إلى حالة أُخرى، الانتقال من حالة صالحة للمشاهدة
إلى حقائق مشاهدة لها واعتبرتها وسيلة للمعرفة.
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 363