نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 304
كذلك في بعض حالاته وعلى
بعض التقادير، وعند بعض النَّاس، وبالقياس إلى بعض الأشياء لا مطلقاً، لكن القائل
إنَّما يُلحق بعض التقادير المخالفة بالعدم تسامحاً في إدراكه وحكمه، هذا فيما
أدركه من جهات الواقع الخارج، وأمّا ما يغفل عنه لمحدوديّة إدراكه من جهات الكون
المربوطة فهو أكثر، فما يُخبر به الإنسان ويحدثه عن الخارج وخيلت له الإحاطة
بالواقع إدراكاً وكشفاً فإنَّما هو مبني على التسامح في بعض الجهات، والجهل في بعض
آخر، وهو من الهزل إن قدرنا على أن نحيط بالواقع ثم نطبق كلامه عليه، فهذا حال
كلام الإنسان المبني على ما يحصل عنده من العلم، وأمّا كلام الله سبحانه فمن
الواجب أن نُجلَّه عن هذه النقيصة، وهو المحيط بكُل شيء علماً، وقد قال تعالى في
صفة كلامه: أنّه
لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ([463])، لذا قيل في القرآن
الكريم: أنّه عربي اللسان لا الصفات([464]).
وقد كان السبب في نزول القرآن بلغة القوم هو البيان لهم بواسطتها غير
منحصر فيها([465])،
ومن أجله جُعل عربياً؛ ومنه يظهر أنّ التعامل مع القرآن الكريم في فهم نصّه
المقدّس هو نفس التعامل مع اللُغة العربيّة في فهم نصوصها.
ومنه قيل: إنّ أُسلوب فهم القرآن الكريم ذات الطريقة العقلائيّة
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 304