responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي    جلد : 1  صفحه : 192
4- إنّ وضوح المعنى أمر مرحلي تشكيكي له مراتب ودرجات تختلف باختلاف ظروف السامع النفسيّة والعقليّة، فإنّ المعنى الواحد الّذي يحمله الكلام الواحد قد يختلف في وضوحه وجلائه باختلاف أفراد النَّاس حسب ظروفهم النفسيّة والعقليّة، فمثلاً عندما يكون هنالك شخصان أحدهما يعرف عن مدينة ما شيئاً كثيراً؛ لأنـّه سافر إليها وشاهدها وعاش بين أهلها، والآخر لم يعرف منها إلاّ الشيء اليسير، لم يعرف منها إلّا ما علمه من خلال إخبار المخبر، فلا شك أن المعاني التي يتصورها الشخص الأوَّل أشدّ وضوحاً وجلاءً من المعاني التي يتصورها الآخر، وهذا التفاوت في الوضوح يسبب سرعة الفهم وجودته وسرعه اليقين ورسوخه بالنسبة إلى هذه الأخبار عند الشخص الأوَّل، بخلاف الثاني.. وهذا يؤدي إلى أنّ الأوَّل يكون أقدر على ضبط تفاصيل الخبر ونقله إلى الآخرين بخلاف الثاني.

فالمعنى هنا معنى واحد، ولكنّه على درجات في الوضوح والخفاء، وليس المراد بالوضوح والخفاء، هنا، وضوح اللفظ في أدائه للمعنى أو خفائه، بل نعني وضوح المعنى ذاته وخفاءه، فهناك درجة من وضوح المعنى يصل إليها كُل من يطرق سمعه الكلام الّذي يؤدي ذلك المعنى.

وهناك درجات من الوضوح والصراحة لا يبلغها إلّا القليلون ممن شاهد المعنى وعاشه ومارسه مُمارسة ميدانيّة فاعلة، وهذه الدرجات العُليا من وضوح المعنى وصراحته تعتبر أيضاً نوعاً من

نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست