إنَّ أهم وأصعب مرحلة في الدراسة المقارنة هي تجاوز المتشابهات والمختلفات
الظاهريّة إلى الاختلاف والوفاق الواقعي، بمعنى التجاوز من الحالات الجزئيّة إلى
المواقف العامّة الكُلِّية، فعلى سبيل المثال: أحياناً يتساوى لفظ في عِلمين، ولكن
له معاني مختلفة، مثل لفظ (القياس)، فهو في المنطق بمعنى الاستدلال المصاحب للصغرى
والكبرى، وفي علم الفقه بمعنى التمثيل، كذلك لفظ المحكم والمتشابه والناسخ
والمنسوخ بين الأديان والمذاهب التفسيريّة، إذ أقرّوا له معاني مختلفة، أو حتى لفظ
(التأويل) الّذي جاء عند قدماء المفسِّرين كالطبري بمعنى التفسير، ولكن في رأي
المفسِّرين المعاصرين استعمل بمعنى مقابل له: (المعنى الراجح لوجود قرينة دالة على
إرادته)، فعمليّة التجاوز في هذه الحالات وأمثالها تتم وفق ما يأتي([199]):
1- إلقاء الأسئلة الأساسيّة في البحث وتحديد الثغرات المعرفيّة.
2- معرفة تاريخ سؤال البحث وأُصوله العلميّة.
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 131