رابعاً: لم يعلق الكليني على الروايات بالشرح والتوضيح إلا في موارد متباعدة([226]) جرياً على عادة القدماء من فقهاء الإمامية في الإفتاء بنصوص الروايات الشريفة، ولأنه - كما ذكرنا - حذف الروايات المتعارضة وأبقى على الروايات ذات المداليل المتشابهة التي لا تحتاج إلى توضيح ولا تستلزم الجهد في الجمع بين متناقضاتها أو التوفيق بين ما اختلف منها.

خامساً: بالرغم من أن أغلب مشايخه هم من كبار الرواة في قم والري حيث انطلق الكليني في عالم الرواية والحديث، إلا أنه حدث عن ثلة من رواة الكوفة، منهم أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المشهور بابن عقدة([227]) (ت333)، ومنهم حُميد بن زياد

[225] تلاحظ ذلك في أبواب الإرث والزكاة والطلاق على سبيل المثال.

[226] كما في أبواب: الوضوء، الصوم، أوقات الصلاة... الخ.

[227] قال عنه النجاشي: هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه، وكان كوفياً زيدياً جارودياً على ذلك حتى مات، وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم وعظم محله وثقته وأمانته - رجال النجاشي 84.