responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 361
اللهُمَّ إني أستعديكَ على قريشَ فإنهم قطعوا رحمي وأضاعوا أيامي ودفعوا حقي وصغّروا قدري وعظيمَ منزلتي وأجمعوا على منازعتي، حقاً كنت أولى به منهم فاستلبونيهِ ثُمّ قالوا: اصبر مغموماً أو مت متأسفاً، وأيمُ الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي كما قطعوا سببي فعلوا ولكنهم لا يجدون إلى ذلك سبيلاً، إنما حقي على هذه الأمة كرجلٍ له حقٌ على قومٍ إلى أجلٍ معلومٍ، فإن أحسنوا وعجّلوا له حقَّه قبله حامداً، وإن أخّروه إلى أجلِهِ أخذه غيرَ حامدٍ، وليس يُعاب المرءُ بتأخير حقهِ، إنما يعاب من أخذَ ما ليس له، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله عَهِدَ إليَّ عهداً فقال: يا بن أبي طالب لك ولاءُ أمتي، فإنْ ولّوكَ في عافيةٍ وأجمعوا عليك بالرِّضا فقُم بأمرِهم، وإنْ اختلفوا عليكَ فدَعهُم وما هم فيه فإنَّ الله سيجعلُ لكَ مخرجاً، فنظرتُ فإذا ليس لي رافدٌ، ولا معي مساعدٌ إلا أهل بيتي فضننت([904]) بهم عن الهلاك، ولو كان لي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله عمّي حمزة وأخي جعفر لم أبايعْ كُرهاً ولكنني بُليتُ برجلينِ حديثَي عهدٍ بالإسلامِ العباسِ وعقيلِ، فضننت بأهل بيتي عن الهلاكِ، فأغضيتُ عيني على القَذَى، وتجرّعتُ ريقي على الشجا، وصبرت على أمرَّ من العلقم، وآلمَ للقلب من حزِّ الشفار([905]).


[904] في المصدر المطبوع (فظننت)، وما أثبتناه من البحار وهو الصحيح، أي حرصت عليهم.

[905] قال الشيخ المحمودي في شرح هذه الفقرة: (أغضيت عيني على القذى) أي غمضتها عليه. والاغضاء: غمض جفني العين وتطبيقهما حتى لا يرى شيئاً. والقذى: ما يقع في العين من تبن ونحوه. والشجى: ما اعترض في الحق من عظم ونحوه. والعلقم: شجر مر بالغ المرارة. ويطلقه العرب على كل مر. والحز: الوجع والألم. والشفار: جمع الشفرة كضربة: السكاكين العظيمة العريضة. قال محمد عبده: (وكل هذا تمثيل للصبر، والاختناق على المضض الذي آلم به من حرمانه حقه وتألب القوم عليه).

نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست