أخيكَ مع لطفٍ خيرٌ من بذلٍ مع غفٍ([828])، ومن
الكرمِ صلةُ الرحمِ، ومن يثق بك أو يرجو صلتَك إذا قطعت قرابتك؟([829])، والتجرّمُ
وجهُ القطيعةِ، احملْ نفسَك من أخيك [عند] صرمه إياك على الصلة، وعند [صدوده]([830]) على عطفِ
المسألةِ، وعند جموده على البذل، وعند تباعدِهِ على الدنوّ، وعند شدتهِ على اللينِ،
وعند تجرُّمِه على الاعذار، حتى كأنك له عبدٌ، وكأنهُ ذو النعمةِ عليكَ، وإياك أن
تصنعَ ذلك في غيرِ موضعهِ أو تفعلَه في غيرِ أهلِهِ، ولا تتخذنَّ عدو صديقِكَ
صديقاً فتعادي صديقَك، ولا تعملْ بالخديعةِ فإنها خُلُقٌ لئيمٌ، وامحضْ أخاك
النصيحةَ حسنةً كانت أو قبيحةً([831])، وساعده
على كلِّ حالٍ، وزِلْ معه حيث زال، ولا تطلبَنَّ مجازاةَ أخيكَ وإن حثا الترابَ
بفيكَ، وجُدْ على عدوِّك بالفضلِ فإنّه أحرزُ للظفرِ، وتسلمُ من الدنيا([832]) بحُسنِ
الخُلُقِ، وتجرّعْ الغيضَ فإني لم أرَ جرعةً أحلى
[828] في التحف والبحار (جنف)، قال
محقق البحار في ج74 هامش ص209: (الجنف: الجور، وربما كان الامساك مع حسن الخلق خير
من البذل مع الجور قال الله تعالى في سورة البقرة: 265 قول معروف ومغفرة
خير من صدقة يتبعها أذى ).
[829] في المطبوع العبارة مضطربة
هكذا (؟ ومنْ يثقْ بكَ أو يرجو صلته يرجوك أو يثق بصلتك إذا قطعت قرابتك) وما
أثبتناه من البحار.
[832] في تحف العقول (الناس)، وقوله
عليه السلام (وتسلم) إما أن يكون بالتشديد على صيغة الأمر بمعنى (اقبض)، وإما على
صيغة المضارع والإخبار بمعنى (إنك ستسلم من شرور الدنيا ومعاداة الناس بحسن
الخلق).