وَسُمِّيَ رَبُّنا سميعاً لا بجُزءٍ([351]) فيهِ يَسمَعُ بهِ الصّوتَ ولا يُبصِرُ بِهِ، كَما أنَّ جُزءَنا الذي نَسْمَعُ بهِ لا نَقوى على النّظرِ بِهِ، ولكِنّهُ أخبَرَ أنّه لا يَخفَى عليهِ الأصواتُ([352])، ليسَ على حَدِّ ما سَمّينا نَحنُ، فَقد جَمَعْنا الاسمُ بالسَّميعِ واختَلَفَ المَعنى، وهكذا البَصَرُ لا بِجُزءٍ([353]) بِهِ أبصَرَ، كما إنا نُبصِرُ بِجُزءٍ مِنّا لا نَنْتَفِعُ([354]) بِهِ في غيرِهِ، ولكنَّ اللهَ بصيرٌ لا يَجهَلُ شَخصاً مَنظوراً إليهِ، فَقد جَمَعنا الاسمُ واختلفَ المَعنى.

وهُوَ قائِمٌ لَيسَ على مَعنَى انتصابٍ وقِيامٍ على سَاقٍ في كَبَدٍ كَما قامتِ الأشياءُ، وَلكنْ أخبَرَ أنّهُ قائِمٌ، يُخبِرُ أنّهُ حافِظٌ، كَقولِكَ: الرّجُلُ القائِمُ بأمرِنا فُلانٌ، وَهُوَ [عَزَّ وَجَلَّ]([355]) قَائِمٌ على كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبتْ، والقائِمُ أيضاً في كَلامِ النّاسِ الباقِي، والقائِمُ أيضاً يُخبِرُ عَن الكِفايةِ، كَقَولِكَ للرَّجُلِ قُمْ بأمرِ فُلانٍ أي اكْفِهِ([356])، والقائِمُ مِنّا قائمٌ على ساقٍ، فَقَد جَمَعَنَا الاسمُ ولم يَجْمَعْنَا المعنى([357]).

[350] في الكافي وبعض نسخ التوحيد: (العالم).

[351] في الكافي: (بخرت) وكذا ما بعدها (خرتنا)، والخرت: بفتح الخاء المعجمة وضمها وسكون الراء المهملة، هو ثقب الأذن.

[352] في الكافي: (شيء من الأصوات) وهو أدق.

[353] في الكافي: (بخرت) في الموضعين.

[354] في العيون (يُنتفع) على البناء للمجهول.

[355] أثبتناه من البحار والعيون، وفي الكافي: (والله هو القائم).

[356] في الكافي: (اكفهم) وهو الأوفق.

[357] في الكافي: (فقد جمعنا الاسم ولم نجمع المعنى) فالمضير المتصل مفعول والأسم فاعل بخلاف ما في المتن.