شاء الله تعالى)([263])
وهي واضحة أن ما في جعبة الكليني أكبر بكثير من ستة عشر ألف حديث، وتأييداً لهذا
الكلام ننقل ما أورده الشيخ محمد السند في مباحثه العقدية، قال: (إن الكليني يروى
عنه الطوسي كثيراً من الروايات وهي غير موجودة في الكافي، فهذا يعني انه لم يودع
كل ما يرويه في الكافي مضافاً إلى ضياع بعض مؤلفات الكليني وعدم وصولها إلينا)([264]).
ويظهر - لمن تتبع- أن الكليني كان يكتفي بذكر مجموعة منتقاة من الروايات
في كل باب من الأبواب، دون أن يتطرق لكل مرويات الباب خشية الإطالة المملة وتكرار
الكلام دون جدوى، فمثلاً كثيراً ما نجد أن الكليني يعقب على روايات الباب بذكر
رواية مرسلة مضمرة([265]) يصدرها بعبارة: (وروي)
وغالباً ما تكون هذه الروايات مخالفة لمجمل روايات الباب لاسيما في مجال الأحكام.
ثالثاً: يحتمل أن بعض هذه الأحاديث كانت موجودة بالفعل في كتاب الكافي
(ولاسيما روايات القسم الثاني والثالث)، إلا أن بعض عبارتها أو كلماتها سقطت من
قلم الناسخ عند توالي نسخ الكتاب من جيل لآخر، ويتضح ذلك لمن تابع روايات الوسائل
في هذا المستدرك حيث ينسب الحر العاملي بعض تلك الروايات لكتاب