يتسم علم الحديث بالسعة والشمولية، فهو من أكثر العلوم امتداداً على
المستوى الجغرافي والزماني، ولطالما عانى الرواة والمحدثون من تشتت الأحاديث بين
البلاد المترامية، الأمر الذي دفعهم للتجول بين الأمصار وقطع المسافات الطويلة
للبحث عن شيوخ الرواية المعتمدين أو نسخ الأصول الحديثية النادرة والثمينة، ولم
يزعم أحد من الرواة أنه جمع شمل الحديث بين دفتين أو انتهى إلى غاية في حصر
الروايات وإحصائها.
بناء على ذلك، اتسم هذا العلم الشريف بكثرة &المستدركات
الحديثية& التي يستدرك فيها الرواة والمحدثون ما فات سلفهم من الروايات،
ويجمعون فيها ما سقط من أحاديثهم لأسباب مختلفة، فالحاكم النيسابوري (ت 405) ألّف
كتاب (المستدرك على الصحيحين)، وقد ذكر فيه أنه جمع ما فات الشيخين (البخاري
ومسلم) من الروايات الصحيحة على شرطيهما من وثاقة الرواة