والخبر يشير إلى عدم وجود كفاءة بين الطرفين، وإقدام إبراهيم على ذلك أمر
مخالف لما ارتكز في أذهان الناس من عدم كفئه لبني هاشم، ولسكينة بالخصوص فكيف يتم
الزواج بعد ذلك؟!
ثانياً: أنّ ابن عساكر يروي أنّها تزوّجت الحسن بن إبراهيم بن عبد الرحمن
بن عوف من غير ولي، في حين تذكر بقية الأخبار أنّ إبراهيم بن عبد الرحمن قد
تزوّجها.
قال ابن عساكر: نكحت سكينة بنت الحسين، الحسن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عوف بغير ولي، فكتب عبد الملك إلى هشام بن إسماعيل أن فرّق بينهما([180]).
وبهذا فإنّ الخبر يذكر مرّةً أنّه تزوّجها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف،
وأخرى أنّه تزوّجها ولده الحسن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فما معنى هذا
الاضطراب؟
إذن فخبر زواج السيّدة آمنة من إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف مضطرب أشد
الاضطراب، فمرّة أنّها تزوّجته بعد أن ولّته نفسها، ومرّة لم يدخل بها، وأخرى
رفضته كونه غير كفوءٍ لها،