في تفسير هذه الآية هناك اتفاق في جميع التفاسير على معنى واحد لها، ولكن
الاختلاف يقع في الألفاظ، مثلاً: تفسير روح البيان وتفسير روح المعاني يتفقان في
اللفظ والمعنى، يقول صاحب تفسير روح البيان: (ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين: من
الجوع والخوف وسائر المكاره قاطبة لأنّهم كانوا قبل ولاية يوسف يخافون ملوك مصر
و...)([83]).
ونرى في الأمثل نفس المعنى لكن اللفظ يختلف، قال فيه: (لأنّ مصر أصبحت تحت
حكم يوسف في أمن وأمان وإطمئنان)([84]).
وحاصل الكلام: نستطيع أن نقول إنّ أفضل وأشمل تفسير للأمن هنا، هو ما ذكره
صاحب تفسير الأمثل، الذي يقول فيه: أمان واطمئنان وأمن في حكم يوسف. أمّا تفسيري روح
البيان وروح المعاني فقد نبّها على مسألة مهمّة، وهي: أنّ الأمن من الجوع والخوف،
وسائر المكاره، ويمكن إدخالها تحت حكم يوسف الذي ذكره صاحب تفسير الأمثل.