بخصوص تفسير الآية: إنّ أكثر المفسرين يتفقون على معنى واحد، ولكن يوجد
اختلاف في زيادة في التعريف والتفسير، أو نقصانه:
فالتفاسير تشير إلى أنّ (آمناً) تعني: أرض مكة المكرمة، ولكلّ دليله
الخاصّ، قال صاحب تفسير روح المعاني: (أهله عمّا سواهم من السبي والقتل على أن آمناً
كناية عن أمن أهله أو على أن الإسناد مجازي أو على أنّ في الكلام مضافاً مقدراً،
وتخصيص أهل مكة، وأن أمن كلّ من فيه حتى الطيور والوحوش لأنّ المقصود الامتنان
عليهم، ولأنّ ذلك مستمر في حقّهم)([86]).
وقال في تفسير الأمثل: (آمناً، أي: أرض مكة المكرمة في حين أنّ العرب
كانوا يعيشون في حالة غير آمنةٍ خارج مكة، وكانت قبائلهم مشغولة بالنهب والسلب
والغارات، إلا هذه الأرض باقية على أمنها)([87]).
وقال صاحب تفسير الميزان:
(الحرم الآمن هو مكة وما حولها، وقد جعله الله مُأَمَّناً بدعاء