نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : الشيخ خالد النعماني جلد : 1 صفحه : 264
لحقن الدماء وحفظ النفوس
والوقوف حائلاً دون الإجرام وسفك الدماء، وكلّ الأعمال الوحشية التي لا تمت إلى القيم
الإنسانية بصلة, فقد ثبت أنّ الحكمة في القصاص هو استبقاء الأرواح وصيانة النفوس
والأعضاء كما هو ظاهر من قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ
يَا أُولِي الالبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ([617]), كما ذهب جملة من المفسرين إلى ذلك,
فالإنسان كلّما هَمَّ بالقتل تذكر القصاص وتراجع عن عزيمته فقد حفظ نفسه وحفظت
حياة المقصود بالقتل وإلا كثر القتل بينهم, مع أنّه يشير إلى قتل الجاني فقط دون
هدر دم العشيرة، كما كان سائداً في أوساط القبائل الجاهلية([618]). وأيضاً في حال الجروح فَمَنِ
اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ([619]) وقوله تعالى: وَكَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالعَيْنَ بِالعَيْنِ وَالأَنْفَ
بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالجُرُوحَ قِصَاصٌ([620])، مع هذا كلّه أنّ هناك حكمة ذات صفة
معنوية يحفظ بها الفرد أو الجماعة حياتهم المعنوية واعتبارهم وحيثياتهم وهو رفع
الشين والهون, وذلك ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام وعلل القصاص بقوله:
«إنما يكون القصاص من أجل الشين». كما ورد في معتبرة