نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : الشيخ خالد النعماني جلد : 1 صفحه : 24
عن تصرفهم ويكفهم عن
الأسباب المراد بها قوام أودهم وانتظام جملتهم، ولئن كان الأمن من نتائج العدل،
والجور من نتائج ما ليس بعدل، فقد يكون الجور تارة بمقاصد الآدميين الخارجة عن
العدل، وتارة يكون بأسباب حادثة من غير مقاصد الآدميين، فلا تكون خارجة عن حال
العدل»([22]).
ثالثاً: الأمن في الاستعمال القرآني
لا يخفى على أحد ما للقرآن من أهداف يدعو إلى تحقيقها من خلال تطبيقها على
الواقع الخارجي، وقد كانت من بين تلك الأهداف التي تمثّل منطلقاً لدعوته والسعي
لتحقيقها بعد الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك والوثنية، هي مسألة القضاء على
الجاهلية بجميع أطيافها وأشكالها؛ إذ كانت تشكل العقبة الكبرى أمام تكامل الإنسان
والوصول إلى أهدافه المطلوبة وكماله المنشود له، فكانت من بين تلك العقبات الكؤودة
أمام الإنسان هي مسألة انعدام الأمن والاطمئنان والاستقرار الفردي والاجتماعي،
الذي بدونه لا تتحق السعادة الكبرى، ولا تتحقق أي حالة من التقدم المادي والمعنوي
للإنسان، فجاء التأكيد على هذه المسألة في القرآن الكريم بقدر ما لها من الأهمية
ومدخلية في حياة الإنسان، لأنّه يدعو الإنسان إلى كل ما فيه حياته وسعادته في
الدارين، قال الراغب الأصفهاني: (أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف
[22]
موسوعة مصطلحات العلوم الاجتماعية والسياسية: 170.
نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : الشيخ خالد النعماني جلد : 1 صفحه : 24