وكما أكّد القرآن على ضرورة وجود مصادر خبرية داخل العدو للاستخبار ونقل المعلومات، كمؤمن آل فرعون، قال تعالى: وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ يَسْعى‌ قالَ يا مُوسى‌ إِنَّ المَلأََ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ([329])، الذي نقل بامأنة خبر قرار الفراعنة بقتل موسى عليه السلام.

ومن الأمور المهمّة تأمين الحماية للتشكيلات الخبرية لتوصل المعلومات للمسؤولين الذين لهم القدرة على التحليل والاستنباط الخبري والاهتمام بجميع التقارير المعلوماتية وإن كانت بسيطة، فمثلاً نبي الله سليمان عليه السلام مع قدرته وامكاناته العظيمة اهتم بكلام مخلوق ضعيف وهي النملة، وسمع منها وصغى إليها وتبسم من قولها، شاكراً الله تعالى، قال تعالى: فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ([330]).

كما أنّ العناصر الأمنية يجب أن تقدّم تقاريرها بشكل منظم ليمكن الاستفادة منها، كما جاء على لسان الهدهد بخصوص نظام بلد آخر وحكومة ملكة سبأ في اليمن، وبيّن نقاط الضعف والقوة في مملكتها،

[328] سورة الحجرات: 6.

[329] سورة القصص: 20.

[330] سورة النمل: 19.