responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : الشيخ خالد النعماني    جلد : 1  صفحه : 104
المخلوقات الأخرى؛ لأنّ الإنسان في الوقت الذي يكون فيه قابلاً للتربية والتعليم، فهو قابل للاستكمال والتكامل بعد ذلك، حيث يقوم بنفسه بابتداع وابتكار طرقٍ وأساليب جديدة بلا حاجة إلى وجود مدربه ومعلمه إلى جنبه، فعن أبي جعفرٍ عليه السلام قال: «قال عليٌّ عليه السلام: علّمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب يفتح ألف باب»([218])؛ وذلك لما أودع فيه من قوة العقل والتفكير والروح التي نفخت فيه من روح الله، فقد قال تعالى مخاطباً ملائكته، بعد اختياره لآدم لخلافته في الأرض: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ([219]) وغيرها من الخصوصيات التي استدوعها الله تعالى في خلقة وتركيبة هذا الموجود المكرّم على غيره من الموجودات الإمكانية الأخرى.

فالتربية تعنى بتنمية استعدادات الإنسان، سواء أكانت مادية أم معنوية، وإظهارها من القوة إلى الفعلية؛ للوصول به إلى أعلى درجات الكمال الإلهي والمنازل القربية، حتى يصل قاب قوسين أو أدنى دنواً فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى([220])، وعندها يحصل على الإطمئنان والأمن والأمان الحقيقي، فالنفس المطمئنة دائماً هي في سعادة كبرى، سواء افتقر صاحبها مادياً أم لم يفتقر، كما قال أمير المؤمين عليٌّ عليه السلام: «والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن


[218] الخصال، الشيخ الصدوق، ص647.

[219] سورة الحجر: 29.

[220] سورة النجم: 9.

نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : الشيخ خالد النعماني    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست