نام کتاب : الاربعين: وفلسفة المشي الى الحسين عليه السلام نویسنده : الشيخ حيدر الصمياني جلد : 1 صفحه : 88
يزهدون في هذا الأجر، فلا
يركبون السيارة إلا مع الحاجة أو وجود عذر أو أن يكون المشي شاقاً عليهم لبعده عن
محل سكناهم.
2ـ ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «إن أفضل الأعمال أحمزها»([107]).
والمراد من أحمزها يعني أشدها وأشقها على نفس الإنسان، ولا يخفى أن مثل
هذا الحديث يمكن أن يصدق على كل الأعمال الصالحة المطلوبة من قبل المكلف من أجل
التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
يقول الشيخ البهائي العاملي: «إن معنى الحديث أن كل عمل يمكن وقوعه على
أنحاء شتى فأفضلها أحمزها كالصوم فإن وقوعه في الصيف أحمز منه في الشتاء وكالوضوء
فإنه بالعكس وكإخراج الزكاة والصدقات في أيام الغلا وأيام الرخص إلى غير ذلك»([108]).
وعليه فإذا كانت زيارة أولياء الله والدعاء عندهم لاسيما سيد الشهداء
مطلوباً شرعاً ومحثوثاً عليه في الروايات، فإن أفضل أنواع هذه الزيارة - ضمن القاعدة
المتقدمة أفضل الأعمال أحمزها - هي الزيارة التي يسعى صاحبها إلى الحسين عليه
السلام مشياً على القدم، وذلك لجليل الأجر وعظيم الثواب.