سأله
بعض الحاضرين قائلا: إن هذه الآيات تتحدث عن الغرور.. وتعتبره السبب الأكبر فيما
يقع فيه الإنسان من أنواع الضلال والانحراف.. فما الغرور([48])؟
قال:
الغرور هو سكون النّفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل إليه الطّبع عن شبهة، أو خدعة من
الشّيطان.. فمن اعتقد أنّه في خير إمّا في العاجل أو في الآجل عن شبهة فاسدة، أو
وسواس خادع فهو مغرور.
قال
الرجل: فهو نوع من الجهل إذن؟
قال
ابن الجوزي: أجل.. فالمغرور يشارك الجاهل في أنه يعتقد الشّيء ويراه على خلاف ما
هو عليه..
قال
الرجل: فما الأصناف التي يصيبها هذا الداء؟
[48]
عرفه الجرجانيّ بقوله: (الغرور هو سكون النّفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه
الطّبع) (التعريفات للجرجاني ص 167)، وقال الحراليّ: (الغرور هو إخفاء الخدعة في
صورة النّصيحة) (التوقيف على مهمات التعاريف لابن المناوي ص 252)