وقال: (تكفّل اللّه لمن خرج في سبيله، لا
يخرجه إلّا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلي، فهو عليّ ضامن أن أدخله
الجنّة، أو أرجعه إلى منزله الّذي خرج منه بما نال من أجر، أو غنيمة، والّذي نفس
محمّد بيده، ما من كلم يكلم في سبيل اللّه إلّا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم.
لونه لون دم، وريحه ريح مسك.. والّذي نفس محمّد بيده، لولا أن يشقّ على المسلمين
ما قعدت خلاف سريّة تغزو في سبيل اللّه أبدا. ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون
سعة، ويشقّ عليهم أن يتخلّفوا عنّي، والّذي نفس محمّد بيده لوددت أن أغزو في سبيل
اللّه فأقتل، ثمّ أغزو فأقتل، ثمّ أغزو فأقتل)([651])
وجاء
أعرابيّ إلى النّبيّ (ص)، فقال: يا رسول اللّه أيّ
النّاس خير؟ قال: (رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شعب من الشّعاب يعبد ربّه ويدع
النّاس من شرّه)([652])
وجاء
رجل إلى رسول اللّه (ص)، فقال: دلّني على عمل يعدل
الجهاد. قال: (لا أجده)، قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا
تفتر، وتصوم ولا تفطر؟) قال: ومن يستطيع ذلك؟)([653])
وقال:
(مثل المجاهد في سبيل اللّه- واللّه أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصّائم القائم،
وتوكّل اللّه للمجاهد في سبيله بأن يتوفّاه أن يدخله الجنّة أو يرجعه سالما مع أجر
أو غنيمة)([654])