بعد
أن رأيت ما رأيت في جنان العباد حنت نفسي لأرى الطبقة التالية من الجبل.. فطلبت من
محمد أن نسير إليها.. فسار بي، وطلب مني أن أتأدب بين أيديهم.. وأخبرني أن طبقتهم
هي طبقة المتقين الذين يحاسبون أنفسهم على الأنفاس..
كان
أول من استقبلنا شاب يكاد يكون تربا لمحمد.. استقبلنا بقوله: أنا محمد الأمين..
وسأكون دليلكم إلى ديار المتقين.
قلت:
فمن المتقون؟
قال:
هم الذين جعلوا بينهم وبين غضب الله جدرانا من الورع.. فلا يتحركون إلا بما يقتضيه
الشرع.
قال:
أنت الآن في طبقتهم.. فسر، والزم الصمت لتلقن من أفواههم من حكم التقوى ما يرفعك
الله به إلى درجات المتقين..
قلت:
هل تدلني على شخص أسير إليه، أو علم أهتدي به؟
قال:
ليس في أهل هذه الطبقة إلا المتقون، ولا يتحدث أهلها إلا عن التقوى، فسر وأعر سمعك
لهم، وكن من ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)﴾
(الزمر)