والدرجات العلى في الدنيا والآخرة،
التفكر فيه يعدل الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال
من الحرام، وهو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء)([595])
قام
بعض الطلبة، وقال: لقد حدثتنا ـ شيخنا ـ عن العلم، ورغبتنا فيه.. ولكنا نجد من
الكسالى المقعدين من يرضى من العلم بتكريره.. ولا نراه يحرص على العمل.. وليته
يكتفي بذلك.. بل إنه لا يطلب العلم إلا لينال به من الشهرة والجال والمال والدنيا
ما لا يناله أهل الدنيا أنفسهم.
ورتل
عليهم قوله تعالى :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ
يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ ﴾ (الجمعة:5)
وحدثهم
بقوله (ص) : ( إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة، رجل استشهد، فأتي
به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فماذا عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت، قال
: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال : جرئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في
النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال : فما
عملت فيها ؟ قال :