قال: العلماء سائرون.. والعارفون واصلون..
قلت: فما الطبقة التي تليها؟
قال: ليس هناك طبقة تليها.. ألم تسمع قوله تعالى :﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا﴾ (النساء:69)؟
قلت: بلى.. فما فيها من العلم؟
قال: إلا ترى كيف جعل الله أول مرتبة تلي النبيين هي مرتبة الصديقين؟
قلت: بلى.. فلم كان الأمر كذلك؟
قال: لأن :﴿ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى)(لنجم:42).. وليس هناك غاية بعد غايات العارفين الصديقين.
قلت: لقد شوقتني إلى الصعود.. فهلم بنا نصعد.
قال: إلى أي طبقة؟
قلت: إلى علياها.. فلا يمكنني أن أرضى بأدناها، وأنا أستطيع أن أسير إلى أعلاها.
قال: إن كانت همتك كذلك.. فاحذر من الوقوف في أي طبقة.. فلا يمكن أن يصل أحد في هذا الطريق إلا ببذل نفسه في الصعود..
1 ـ العلماء