قلت:
أعرفهم.. أولئك الذين رغبوا عن الدنيا التي رغب الناس فيها.
قال:
هم رغبوا عن كل ما يحجبهم عن مولاهم.. سواء كان من الدنيا أو من غيرها.
قلت:
فما الطبقة التي تليها؟
قال:
طبقة الفتيان..
قلت:
عجيب هذا.. وما علاقة أهل الفتوة بالسلوك؟
قال:
أهل الفتوة هم الذين يسلكون إلى الله عبر الإحسان والمروءة وخدمة خلق الله.
قلت:
فلم كانت لهم هذه المرتبة الرفيعة؟
قال:
لأن الله برحمته ولطفه بهم جازاهم على إحسانهم للعباد بتلك المكانة.. ألم تسمع
قوله (ص) : (أنا وكافل اليتيم كهاتين فى
الجنة) ، وأشار بالسبابة والوسطى ، وفرق بينهما قليلا([581]).
قلت:
بلى..
قال:
فهذا يدلك على مكانتهم.. فلا يمكن أن يعرف الله من لم يحسن إلى عباد الله.