قال الرجل([24]): لقد ذكر بعض الفلاسفة والعلماء أنّ (العلم يساوي الأخلاق)، ونقلوا عن
سقراط الحكيم أنّ العلم والحكمة والمعرفة هي المنبع الرّئيسي للأخلاق.. وأنّ
الرّذائل الأخلاقيّة سببها الجهل.
قال النقشبندي:
هذا الكلام ينبغي فهمه على ضوء ما سبق أن ذكرته لكم من أصناف الناس في علاقة علمهم
بعملهم.. فهناك من يعملون بعلمهم ويعيشونه، وهناك من يعزلونه ويغفلون عنه أو
يتغافلون.
أما
دور العلم في التربية، فلا شك في ضرورته.. فلا يمكن أن يؤسس بنيان الأخلاق من غير
لبنات العلم النافع.
لقد
أشار القرآن الكريم إلى ذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى في بيان الهدف من
البعثة:﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)﴾ (الجمعة)
و
بناءً على ذلك، فإنّ النّجاة من الضّلال المبين، و الطّهارة من الرّذيلة والذنوب
تأتي بعد تلاوة الكتاب المجيد، وتعليم الكتاب والحكمة، وهو دليلٌ واضحٌ على وجود
العلاقة بين الاثنين.
وقد
ذكر القرآن الكريم للدلالة على هذه الحقيقة نماذج كثيرة.. يكفيكم عشرة منها..
قالوا:
فما أولها؟
قال:
أولها.. أن الجهل مصدرٌ للفساد و الإنحراف.. قال تعالى يقرر ذلك :﴿ أَئِنَّكُمْ
لَتَأْتُونَ
[24]
انظر: الأخلاق في القرآن لناصر مكارم الشيرازي.