قال: أجل.. هو يشعلها ـ من حيث لا يشعر ـ كما يشعل سيجارته..
لست أدري كيف قلت له من حيث لا أشعر: أنا طالب أبحث عن الإنسان.. وأحسب أن لك معرفة به.. فدلني عليه.
قال: لن تعرف الإنسان حتى تعرف ضعفه.. والقنابل الموقوتة التي يحملها في ضعفه.
قلت: فما هي؟
قال: للإنسان من الضعف عدد ما فيه من الخلايا.. وفيه من النقص عدد ما في ربه من الكمالات..
قلت: فلا يمكن إحصاء ضعفه إذن.
قال: ما دمنا لا نحصي كمال ربنا.. فلا يمكننا بحال من الأحوال أن نحصي ضعف نفوسنا.. بل إن ضعف نفوسنا هو المرآة التي تتجلى فيها كمالات ربنا.
قلت: لقد عرفت هذا في رحلتي للبحث عن الله.. وأنا أريد أن أعرف الإنسان.
قال: سأحدثك عن سبعة أركان لضعف الإنسان.. لا يليق بعاقل أن يجهلها.
قلت: فمن أين تعلمتها؟
قال: لقد شاء الله لي أن أنتمي إلى مدرسة من مدارس المعرفة.. وقد تعلمت من أساتذتها من أركان ضعف الإنسان ما حماني من الوقوع في متاهة القوة المزيفة.