كان
يصيح في الناس كل حين كما يصيح قارون :﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾
(القصص:78)
وكان
الناس قد انقسموا لما رأوه قسمين:
أما
أولهما، فردد ما ردده الغافلون الذين انشغلوا بزينة قارون عن الضعف الخطير الذي
كان يحمله.. لقد رددوا ـ شعروا أو لم يشعروا ـ :﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا
أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)﴾ (القصص)
لكنه
أجابهم بنفس إجابة قارون.. والتي ظل يرددها كل حين :﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى
عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ (القصص:78)
قلت:
لكأني أرى قصة قارون تتكرر أمامي.
قال:
هي لا تتكرر أمامك فقط.. بل هي تتكرر في جميع الأرض.. تتكرر بين الأفراد والجماعات..
وبين الأمم والشعوب.. كلهم يفخر ويزهو ببعض ما أوتيه من قوة غافلا عن القنابل
الموقوتة التي قد تدمر حياته كل حين.
قلت:
قنابل موقوتة!؟
قال:
أجل.. لقد ركب الله في أجهزة الإنسان من الضعف ما يستأصله إن بغى وطغى..