قال:
أرأيت لو أن عنبا لذيذا حلالا حوله مجرم خمرا.. هل يبقى للعنب كرامة العنب؟
قلت:
كيف تبقى له كرامة العنب، وقد نجس بتحويله خمرا؟
قال:
فلو قال لك رجل من الناس: أعطني عنبا.. فأعطيته خمرا.. هل تكون مصيبا بفعلك هذا؟
قلت:
بل أكون مصيبة بفعلي هذا.. فشتان بين الخمر والعنب.
قال:
ولكن الخمر ليست سوى عنب.
قلت:
هي عنب منحرف خبيث.. لا عنب مستقيم طيب.
قال:
أخبثه وانحرافه يحذف منه كرامة اسمه؟
قلت:
أجل.. كما تحذف من الخائن كل ألقاب الأمانة التي لقب بها.
قال:
فهكذا الإنسان..
قلت:
ما تقصد؟
قال:
لقد خلق الله الإنسان مخلوقا طيبا بريئا ممتلئا بالطاقات العظيمة التي تؤهله
للخلافة التي هي وظيفته الكبرى.. ولكن الكثير من الخلائق راحوا يمحون اسم الإنسان
ليضعوا بدله اسم الشيطان.
قلت:
لم أفهم.
قال:
أرأيت لو أن صاحب مطعم أراد أن يجعل بعض عماله نادلا لما رأى فيه من الخلال
المناسبة