قالوا: لا.. بل عليه أن يتحرك بجوارحه..
فالأمر بين يديه، وبيديه.
قال:
فهكذا هذا الأمر.. لقد وضع لنا رسول الله (ص) منظومة
كاملة من التشريعات والتوجيهات تخلصنا من كل عجز وكسل.. فرحنا ننبذها، ونكتفي
بالاستعاذة من الكسل.
قالوا:
فهلا ذكرت لنا من هذه المنظومة بعضها.
قال:
من ذلك الاستيقاظ المبكر، فلا يفسد حياة الكسول شيء مثلما يفسدها نومه.. قال (ص) يذكر تأثير الاستيقاظ في النشاط: (يعقد الشّيطان على قافية رأس
أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكلّ عقدة يضرب عليك ليلا طويلا. فإذا استيقظ، فذكر اللّه،
انحلّت عقدة. وإذا توضّأ، انحلّت عنه عقدتان، فإذا صلّى انحلّت العقد. فأصبح نشيطا
طيّب النّفس، وإلّا أصبح خبيث النّفس كسلان)([105])
قالوا:
وعينا هذا.. فهل هناك غيره؟
قال:
من ذلك أن يحرص على العمل.. فلا يدمر حياة الكسول شيء مثلما يدمرها قعوده عن العمل،
ففي الحديث أنّ رجلا من الأنصار أتى النّبيّ (ص) يسأله،
فقال: (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من
الماء، قال: (ائتني بهما) فأتاه بهما، فأخذهما رسول اللّه (ص) بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: (من
يزيد على درهم؟). مرّتين أو ثلاثا. قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إيّاه،
وأخذ الدّرهمين وأعطاهما الأنصاريّ، وقال: (اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك،
واشتر بالآخر قدّوما فأتني به) فأتاه به، فشدّ فيه رسول اللّه (ص) عودا بيده ثمّ قال له: (اذهب فاحتطب