روحه منغمسة في الأوحال، مستغرقة في الظلمات لم تكد تحرك صاحبها نحو خير.
أرأيتم
لو أن هذا الذي تكاسل عن أعمال البر التي يقتضيها الإيمان عرض عليه ما يملأ خزائنه
بالأموال.. هل تراه يقعد عن ذلك؟
قالوا:
لا.. إنا نرى نفوسنا ننشط في هذه المحال نشاطا لا نظير له؟
قال:
فاعلموا إذن أن دواءكم في تقوية إيمانكم.. فليس الجسد إلا خادم بسيط للروح يأتمر
لأمرها، وينتهي لنهيها.
قالوا:
وعينا هذا.. فحدثنا عن العلاج العملي.
قال:
ستعيشونه هنا في جناح التدريبات في هذا القسم.. فلن يتخرج منه إلا من تخلص من
أوثان عجزه وكسله، فلا يستقيم الإيمان مع العجز والكسل.
قال
رجل من القوم: لقد أثر عن رسول الله (ص) استعاذات
من الكسل، ومنها قوله (ص): (اللّهمّ إنّي أعوذبك من
العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها
أنت خير من زكّاها. أنت وليّها ومولاها اللّهمّ إنّي أعوذبك من علم لا ينفع، ومن
قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها)([104])
ونحن
نقولها ونلتزم بها، ومع ذلك لم نر حياتنا تتغير.. فأين التقصير؟
قال:
أرأيتم لو أن رجلا لا يصلي.. وظل يدعو الله أن يجعله يصلي.. هل يكفه ذلك؟