قال: سبيلان.

قال الرجل: علمناهما.. فحدثنا عن السبيل الأول.. حدثنا عن العلم.

قال: أولهما هو العلم.. وأعظم علم هو العلم بالله.. فمن عرف الله أعطاه الله من القوة ما يزحزح الجبال.. لقد قال رسول الله (ص) يشير إلى المعاني التي يختزنها الإيمان، فيملأه صاحبه بالقوة:( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان)([103])

انظروا كيف جعل رسول الله (ص) الاستعانة بالله منافية وصادة لأوهام العجز..

ولهذا قال تعالى يذكر موقف رسول الله (ص)، وهو في الغار يتحدى المشركين :﴿ إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)﴾ (التوبة)

فشعور رسول الله (ص) بمعية الله جعله يتحدى كل ما أعد المشركين من وسائل الرصد التي تريد أن تغتاله وتغتال دينه.

وبمثل هذا القول علم الله تعالى موسى مصححا تصوره لفرعون وزبانيته :﴿ كَلَّا فَاذْهَبَا

[103] رواه أحمد.