(أعطوني ردائي فلو كان
عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثمّ لا تجدونني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا)([96])
قال
رجل منهم: وعينا هذا.. وما قدمنا هنا إلا لأجله.. ونحن نريد منك أن تبين لنا الجذور
التي ينبت منها الجبن في أرض النفس([97]).
قال:
سبعة جذور.. لا تستقيم شجرة الجبن من دونها.
قالوا:
فما الأول؟
قال:
ضعف الإيمان وسوء الظنّ بالله.. ذلك أن من يعيش حقائق الإيمان بالله والثقة به،
وينطلق في حياته من موقع التوكل والأمل برحمة الله ولطفه والتصديق بوعده، لا يمكن
أن يذوق طعم الذلّة والمهانة والضعف، ولا يمكن أن يتردد أو يخاف أمام الحوادث
الصعبة أو يهتز لتحديات الواقع الثقيلة.
لقد
ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى، وهو يشرح نفسية الجبناء :﴿ إِذْ
جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ
وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا (11) وَإِذْ
يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا
اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا (12)﴾ (الأحزاب)
وفي
المقابل ذكر موقف المؤمنين، فقال :﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ
قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ