من يبخل نصيحته، وهناك من يبخل بنصره.. وهناك من يبخل
بكلمة.. وهناك من يبخل بابتسامة..
وهكذا
فإن الإنسان الهلع المملوء بالجزع لا يمكنه إلا أن يثمر ثمارا مملوءة بالجفاف
والقسوة.. إنه مثل نفسه الشحيحة تماما.
***
قالوا:
عرفنا العلة.. فما علاجها؟
قال:
لقد ذكره القرآن الكريم.. فقد ذكر سبع صفات من اتصف بها نجى من الهلع..
قالو:
عرفناها.. ونحن نسألك عن سرها وعلاقتها بتخليص الإنسان من الهلع.
قال:
سلوا ما بدا لكم.
قالوا:
حدثنا عن الأولى.. حدثنا عن الصلاة.. فقد ذكر الله تعالى أن المصلين مستثنين من
الهلع، ذكرهم في البداية، فقال:﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ
دَائِمُونَ (23)﴾ (المعارج)، وذكرهم في النهاية، فقال :﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى
صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) ﴾ (المعارج)
قال([85]): أجل.. فالصلاة فوق أنها ركن الإسلام وعلامة الإيمان هي وسيلة الاتصال
بالله والاستمداد من ذلك الرصيد، وهي مظهر العبودية الخالصة التي يتجرد فيها مقام
الربوبية ومقام العبودية في صورة معينة..