responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 44
انظر كيف أدرك رسول الله (ص) حالته الخاصة، فلقد كان يتصارع في نفس الشاب شهوة عارمة، وإيمان صادق، ولم ير الشاب ـ وقتئذ ـ حلاً لهذا الصراع، وَفَضَّاً لهذا النزاع.. إلا إذناً من النبي (ص) يتجاوز به حدود الشرع.. فأدرك النبي (ص) حال الشاب، فلم يتوجه إليه بموعظة إيمانية، فضلاً عن أن يُعنِّفه أو يُوَبِّخه أو يطرده، بل راح يُذَكِّرُهُ بما في هذا العمل من مفسدة أخلاقية عظيمة.. تستبشعها الفطر السليمة، وتستقبحها النفوس العفيفة..

قلت: ألا ترى أن قوله (ص):(أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود)([33]) مما يمكن أن يدخل هذا الباب؟

قال: بورك فيك.. أجل.. فهذ الحديث يدل على أنه إذا سقط من عُرِفَ عنه التُّقى، أو الوجاهة، في زلة أن يُعفى عنه، ويُغض الطرف عن زلته..

قلت: لقد ذكرتني بما ورد من إكرام رسول الله (ص) عدي بن حاتم الطائي لما قدم إليه.. فقد قدم له وسادة إكراماً له، فهو ابن كريم مشهور([34]).

قال: الأمثلة في هذا أكثر من أن تنحصر.. وقد أشار إلى قاعدتها وقاعدة هذا الباب جميعا قوله (ص):(أنزلوا الناس منازلهم)([35])

الحاجات:

قلت: وعيت ما ذكرته في الخانة الرابعة.. فما (الحاجات) التي وضعتها في الخانة الخامسة؟

قال: كما أن البشر يختلفون في طباعهم التي طبعوا عليها، ويختلفون في قدراتهم، ويختلفون في توجهاتهم، ويختلفون في أحوالهم، يختلفون كذلك في الحاجات التي تعرض لهم..

وليس من الحكمة أن يتجاهل الحكيم تلك الحاجات أثناء خطابه لهم..

قلت: ما هذه الحاجات؟

قال: الحاجات كثيرة.. فقد يكون المخاطب مريضا يحتاج إلى العلاج.. وقد يكون جائعا محتاجا إلى طعام.. وقد يكون


[33] رواه أبو داود وأحمد والبيهقي في السنن.

[34] رواه الترمذي وأحمد.

[35] ذكره مسلم في المقدمة، ورواه أبو داود.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست