قال ديدات: أجل.. لدي بحمد الله الكثير.. وأولهم موسى u .. لقد كان التحدي هو السلاح
الذي استعمله لدعوة قومه، ولم يؤمن السحرة إلا بعد أن ثبت لهم أن حجة موسى أقوى من حججهم جميعا.
ألا ترون هذا المشهد؟.. إن دلالاته العظيمة هي التي حملتني
على أن أحمل سلاح التحدي لأسير به في العالم.. أخاطب كل من له حجة، وأقول له: إن
كانت لديك حجة، فألقها كما ألقى السحرة عصيهم، فأنا موقن تماما بأن ما معي من
الهدي لا يعدله إلا عصا موسى.
قال الشعراوي: ما تقصد بذلك؟
قال ديدات: لقد وفقني الله، فصرفت أكثر عمري أدرس الملل
والنحل، والفلسفات والأفكار.. ولم أكتف بذلك، بل عشت في السند والهند، والشرق
والغرب.. ولم أترك بلدة إلا دخلتها، كما لم أترك فلسفة إلا قرأتها.. وقد تبين لي
من خلال كل ذلك أن كل ما تملكه تلك الشعوب هو مجرد تخييلات لا تختلف كثيرا عن
تخييلات السحر.
وتبين لي أننا لو حملنا ما معنا من الحقائق المطلقة، وسرنا
في العالم نتحدى بها، فإنا سنجد كثيرا من السحرة الذين يسجدون لها، ويذعنون.
قال القمي: إن ذلك يستدعي معارف كثيرة.
قال ديدات: لا بد من تلك المعارف.. فلا يمكن لمن يريد أن
يخوض البحار إلا أن يكون خبيرا بالسباحة.
قال القمي: ليست المعارف فقط.. فما أكثر من لديه المعارف..
ولكنا نحتاج إلى الصحون التي توضع فيها تلك المعارف.. فقد رأينا من الجهلة من يضع
أجمل المعارف وأطيب اللطائف في صحون نجسة منتنة، فينفر الناس من الدين بسببها.