محمداً رسول الله، وأني قد آمنت به، وصدَّقته، واتبعته، وأنهم قد
أنكروا عليّ ذلك، فبلِّغه ما ترى. ثم خرج إليهم فقتلوه([610]).
ومما ورد في كتابه (ص) إلى
المقوقس ملك الإِسكندرية ما حدث به حاطب بن أبي بلتعة قال: بعثني رسول الله
(ص) إلى المقوقس ملك الإِسكندرية،
قال: فجئته بكتاب رسول الله (ص)
فأنزلني في منزله وأقمت عنده، ثم بعث إليّ وقد جمع بطارِقَته وقال: إنِّي سائلك
عن كلام فأحبُّ أن تفهم عني، قال قلت: هلُمَّ؛ قال: أخبرني عن صاحبك أهو نبي؟
قلت: بل هو رسول الله، قال: فما له حيث كان هكذا لم يدعُ على قومه حيث أخرجوه من
بلده إلى غيرها؟ قال قلت: عيسى بن مريم أليس تشهد أنه رسول الله([611])؟ قال: بلى. قلت: فما له حيث أخذه قومه
فأرادوا أن يصلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكه الله حيث رفعه الله إلى السماء
الدنيا؟ فقال لي: أنت حكيم قد جاء من عند حكيم([612]).
قال ديدات: بورك فيك يا شيخنا.. لقد أعدت أذهاننا إلى تلك
الأيام الجميلة.. أيام رسول الله (ص)..
ما أشد شوقنا إليه.
قال الكواكبي: إن شوقنا إليه يدعونا إلى أن نبذل كل جهد
لتبليغ ما أمرنا بتبليغه، لا نألو في ذلك جهدا.
قال القمي: لقد رأينا رسول الله (ص) يستعمل وسيلة الكتابة ليبلغ ما أمر
بتبليغه، فرسول الله (ص)
لم يترك أحدا في زمنه له سلطة إلا كتب إليه، أو أرسل إليه من يبلغه.
قال الشعراوي: لقد كانت الكتابة هي الوسيلة المتاحة.. أما في
عصرنا.. فما أكثر الوسائل التي لو أحسنا استعمالها لدخل الناس في دين الله أفواجا.
قال شكيب: فاذكر لنا من الوسائل ما ترى على الدعاة إلى الله
استعماله لتبليغ رسالة الله للعالمين.
قال الشعراوي: أول ما أراه من وسائل: التمثيل..
صاح الجمع متعجبين: التمثيل !؟
قال القمي: أتقول هذا.. وأنت الشيخ الوقور؟
قال الشعراوي: وما لي لا أقوله، وأنا أرى بشر عصرنا لا
يستغرقون في شيء، كما يستغرقون في مشاهدة الأفلام