responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 410
فقال: كيف يكون وظيفة من وظائف الشهادة؟ فأجابه معلم السلام:(كيف يستطيع مدرب النمور والأسود أن يتسلط على قوى السبعية في النمر والأسد ليوجهها إلى اللعب واللهو.. فيجعل من ذلك الذي يخافه الناس على نفوسهم وسيلة رزقه التي يحافظ بها على حياته؟)، فقال تلميذ السلام:(ما أسهل ذلك ـ يا معلم ـ لقد عرف شهوات النمر والأسد، فراح يتلاعب به من خلالها)، فقال معلم السلام:(فكذلك من يحيط بكم من الأقوام، استعبدتهم الدنيا، ولن تجروهم إلى الله إلا بسلاسل الدنيا)

قال إقبال: لقد دلني على هذه الناحية من نواحي الشهادة قوله تعالى مخبرا عن سليمان :﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ (صّ:35).. لقد طال فكري في هذه الآية، وكنت أقول في نفسي: (لقد عهدنا الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ زاهدين في متاع الدنيا راغبين في الله مكتفين بالله، فكيف طلب سليمان هذا الطلب الغريب؟)

لكن الله هداني إلى سر ذلك.. فعلمت ـ أولا ـ أن سليمان طلب ذلك الملك، وبتلك الصورة التي لا ينازعه فيها أحد، ليكون حجة على من شغله ملكه عن الله، وكأن سليمان يقول لربه:(يارب هب لي من الملك ما تشاء.. بل هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي أن يحصل عليه.. فإن هذا الملك مهما كان عظيما.. وذلك الفضل مهما كان وفيرا لن يحجباني عنك ولن يبعدا قلبي عن الرغبة فيك.. فإني لا أرى الأشياء مهما كثرت إلا منك.. ولا أرى نفسي إلا بك.. فكيف أحجب بهداياك الواصلة إلي.. أم كيف أنشغل بفضلك عنك)

ثم ترقيت ـ بحمد الله ـ في فهم الآية، فتبينت علاقتها بالشهادة، وعرفت أن سليمان ـ حسبما ورد في القرآن الكريم ـ كان في واقع لا يرى من حجة أعظم من حجة العمران.. فلذلك قال تعالى عن ملكة سبأ على لسان الهدهد:﴿ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ (النمل:23)

وذكر تعالى أنها أرادت أن تميز سليمان أملك هو أم لا بإرسال هدية إليه، كما قال تعالى:﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ (النمل:35)

وهذا الواقع الغارق في الدنيا، وفي متاعها، يستدعي أن يخاطب بما يتناسب معه، كما خاطب موسى السحرة بما يتناسب مع مداركهم، فلذلك طلب سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست