ذلك وأشفقوا من غير معصية،
ولكن تعظيمًا لدين الله ألا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم، فقبلها بما فيها)
قال القمي: لقد ورد في النصوص المقدسة ما يشير إلى شمول
الأمانة جميع التكاليف الشرعية، ابتداء من الحكم وانتهاء بأبسط التكاليف، ففي
الحديث، قال (ص):(إذا ضيِّعت الأمانة فانتظر
الساعة)، قيل: يا رسول الله وما إضاعتها؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله،
فانتظر الساعة)([592])
وقال (ص)
لأبي ذر في شأن الإمارة:(إنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها
بحقها، وأدّى الذي عليه فيها)([593])
وقال (ص):
(التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء)([594])
وقال (ص):
(الخازن المسلم الأمين الذي يُنفذ ما أُمِر به كاملاً موفراً طيباً به نفسُه
فيدفعه إلى الذي أُمر له به أحد المتصدقين)([595])
وقال (ص)
ـ يصف مرور الناس على الصراط ـ:(وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جَنَبتي الصراط
يميناً وشمالاً)([596])، وقال (ص):(ثلاث متعلقات بالعرش: الرحم تقول اللهم
إني بك فلا أقطع، والأمانة تقول: اللهم إني بك فلا أخان، والنعمة تقول: اللهم إني
بك فلا أكفر)([597])
ومما ورد في سبب نزول قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ﴾ (لأنفال:27) أنها نزلت في أبي لبابة حين بعثه رسول الله (ص) إلى بني قريظة، لما حصرهم (ص)، وكانوا يميلون إلى أبي لبابة لكون أهله
وولده فيهم، فقالوا له: هل ترى أن ننزل على حكم محمد؟ فأشار بيده إلى حلقه ـ أي
إنه الذبح فلا تفعلوا ـ فكانت تلك منه خيانة لله ولرسوله.