انظروا هذه البشاره التي يحملها هذا الحديث.. إن أقرب الناس
إلى رسول الله (ص) هو الإمام العادل.. ذلك أن
الأجناس يوم القيامة تضم إلى أجناسها، ورسول الله (ص) هو سيد العادلين ولن يليق لصحبته إلا
العادلون.
وفي حديث آخر، قال (ص):(أفضل الناس عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق، وشر عباد
الله عند الله منزلة يوم القيامة إمام جائر خرق)([547])
انظروا كرامة الإمام العادل عند الله..
قال إقبال ـ مقاطعا ـ: وانظر كيف قرن رسول الله (ص) بين العدل والرفق، كما قرن بين الجور
والخرق.. فالأخرق الأحمق لا يزيد طين رعيته إلا بلة، ولن يصدر منه إلا ما يؤذيه
ويؤذي رعيته..
قال الشعرواي: ومن الأحاديث التي تمتلئ بالرهبة من الظلم
والجور قوله (ص):(يؤتى بالقاضي يوم القيامة،
فيوقف للحساب على شفير جهنم، فإن أمر به دفع فهوى فيها سبعين خريفا)([548])
وقال (ص):(لا
يلي أحد من أمر الناس شيئا إلا وقفه الله تعالى على جسر جهنم، فيزلزل به الجسر
زلزلة فناج أو غير ناج، فلا يبقى منه عظم إلا فارق صاحبه، فإن هو لم ينج ذهب به في
جب مظلم كالقبر في جهنم يبلغ قعره سبعين خريفا)([549])
وقال (ص):(إن
في جهنم واديا وفي الوادي بئر يقال له هبهب حقا على الله أن يسكنه كل جبار عنيد)([550])
وقال (ص):(من
ولي أمة من أمتي قلت أو كثرت فلم يعدل فيهم كبه الله تعالى على وجهه في النار)([551])
وقال (ص):(ما
من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل فيهم إلا كبه الله في النار)([552])
[547] رواه الطبراني بسند فيه ابن لهيعة وحديثه حسن في المتابعات.