responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 389
وانظروا ذلك التحذير الخطير الذي يحمله ربطه (ص) الإمام العادل بدعوة المظلوم.. وكأنه ينبئ عن علاج يعالج به مرض الجور، وهو التحذير من دعوة المظلوم.

قال الكواكبي: حدثتنا عن الإمام العادل، فحدثنا عن الإمام الجائر.. ذلك الذي يشوه الإسلام، ويقف حجابا بين البشر والدخول في دين الله أفواجا.

قال الشعراوي: لقد ورد في الحديث قوله (ص) :(إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي وإمام جائر)([535])

انظروا كيف قرن رسول الله (ص) الإمام الجائر بقاتل النبي وبمن قتله النبي.. فالأنبياء ـ عليهم السلام ـ كلهم في منتهى الرحمة، ولا يقتلهم ولا يقتلون إلا من بلغت به القسوة حدها.

وانظروا كيف أخبر (ص) عن شدة العذاب التي يعانيها الإمام الجائر، وكأن كل العذاب الذي صليت به رعيته يصب عليه دفعة واحدة جزاء وفاقا.

وفي حديث آخر قال (ص):(أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر)([536])، وفي رواية:(وملك كذاب، وعائل مستكبر)([537])

انظروا العقوبة العظيمة التي نالت الإمام الجائر ومن معه.. وانظروا كيف قرن الإمام الجائر بأصحاب الهمم الدنية من المنحطين المترفعين المخذولين.

وفي حديث آخر، قال (ص):(إني أخاف على أمتي من أعمال ثلاثة)، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: (زلة عالم، وحكم جائر، وهوى متبع)([538])

انظروا كيف قرن رسول الله (ص) بين هؤلاء الثلاثة.. فالحكم الجائر لا يتأسس إلا على الزلات التي يقع فيها العالم الذي لم يتثبت في علمه، والهوى الذي يجعل الحاكم لا يختار من كلام العلماء إلا الزلات.


[535] رواه الطبراني.

[536] رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.

[537] الرواية لمسلم.

[538] رواه ابن خزيمة في صحيحه.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست