responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 38
تعالى بدعوة فرعون بكلام رقيق لين ‌سهل، ليكون أوقع في النفوس.. ذلك ‌أن الكلام الذي فيه خشونة من أعظم أسباب النفرة، لا سيما إذا كان المدعو من الكبراء الذين تغلب عليهم صفة الكبر والتجبّر.

قلت: إن موقف موسى في هذا موقف خاص.. ولا يصح القياس عليه.

قال: لا بأس.. فلنعتبره موقفا خاصا.. ولنسر نحو النبي الحكيم لنرى كيف كان يتعامل مع هذا النوع من الناس.. فالسنة لا تتلقى إلا منه..

لقد وردت النصوص الكثيرة الدالة على حرص رسول الله (ص) على إسلام هؤلاء.. ففي السيرة روي: اجتمع علية من أشراف قريش.. فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ‌ليكلموك، فجاءهم رسول الله (ص) سريعا، وهو يظن أنه قد بدا لهم في أمره بدو ‌، وكان حريصًا يحب رشدهم، ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم.

ومما يدل على هذا موقفه (ص) مع عتبة بن ربيعة، وهو أحد سادات قريش([24])، فقد أظهر ‌ (ص) من العناية به والتلطف في دعوته ما جعله يعود بغير الوجه الذي جاء به.

بل كان (ص) يبدأ بعرض الدعوة على ذوي المكانة من الأشراف والسادة، قال ابن إسحاق:(لما ‌انتهى رسول الله (ص) إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف ‌وأشرافهم.. فدعاهم إلى الله)([25])

ثم لما عاد (ص) إلى مكة كان لا يسمع بقادم يقدمها من ذوي المكانة والشرف إلا ‌تصدى له فدعاه إلى الله، وعرض عليه ما عنده، ثم بدأ يعرض دعوته على وفود العرب في ‌موسم الحج وأسواق العرب، وكانت مناسبات هامة للالتقاء بذوي المكانة من رؤساء العرب.

وقد بين (ص) الحكمة في العناية بذوي المكانة بقوله:(لو آمن بي عشرة من ‌اليهود لآمن اليهود)([26]).. لقد علق ابن حجر على هذا الحديث بقوله:(والذي يظهر أنهم الذين كانوا حينئذ رؤساء في اليهود ومن عداهم كان تبعًا لهم)([27])


[24] ومما يدل على مكانته في قريش قولهم: إن صبأ أبو الوليد لتصبون قريش كلها (ابن هشام، السيرة النبوية 1 / 229)

[25] رواه ابن إسحق.

[26] رواه البخاري.

[27] فتح الباري: 7 /695.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست