قال: وهكذا عالم النفس.. وعالم الروح.. وجميع العوالم الخفية التي
يتكون منها بنيان الإنسان.. فقد يصطدم الخطاب مع بعضها مع الآخر.. وذلك قد يؤدي
إلى تشنجات خطيرة لا يصبح بها الإنسان إنسانا.
قلت: فماذا فعلت حتى تتجنب هذا النوع من التشجنات؟
قال: سجلت أسماء جميع المرضى الذين رغبت في علاجهم.. ثم سجلت
ما يرتبط بكل واحد منهم من طباع وعلل وحاجات مختلفة حتى أراعيها في حال خطابي لهم
حتى لا أسقيهم من الشريعة ما ينفرهم عنها.
قلت: أراك وضعت أمام كل اسم ست خانات..
قال: أجل.. فقد رأيت أن كل إنسان يختلف عن غيره في طباعه
وقدراته وتوجهاته وأحواله وحاجاته، وأحيانا يكون الشخص من عائلة معينة، وتكون لهم
أعراف معينة.. فلذلك صارت الخانات ستا.
قلت: من أي عالم نفس.. أو من أي عالم اجتماع.. استلهمت هذه
المعاني؟
قال: من عالم العلماء، وإمام الأئمة، وهادي الهداة وحكيم
الحكماء..
قلت: من؟
قال: ومن غير السراج المنير الذي أنار الله به عوالم الدين
والدنيا!؟
قلت: محمد رسول الله !؟
قال: مبتدع أنا إن سرت خلف غيره.. ودني همة أنا إن اخترت
لنفسي قالبا غير القالب الذي اختاره.
قلت: فحدثني عن شواهد استنانك.. فلا يمكن أن نثبت السنة إلا
بالسنة.
قال: وبالقرآن.. ألم يكن خلق محمد (ص) هو القرآن؟
قلت: بلى.. هكذا ذكر المحدثون.
قال: بل هكذا حدث القرآن وحدثت السنة وحدثت السيرة.. وحدث كل
من شهده (ص) وتشرف بصحبته.