responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 91
قال جعفر: انتظر يا علي.. دعنا نصلي المغرب أولا.. فقد آن أوانه.

صلينا المغرب في مسجد قريب، وصلى معنا الصبي، وكنت أرمقه بطرف بصري، وهو يصلي، فرأيت من الخشوع في صلاته ما لا يضاهيه فيه إلا جده.

اقتربت منه، وقلت: لقد من الله عليك بذاكرة.. فلو سخرتها في العلم.

قال: لا خير في عالم لا يبدأ بالتعرف على مولاه.

قلت: فأنت تريد أن تبدأ بالتعرف على مولاك؟

قال: من لم يتعرف على مولاه عاش في جهل، ولو حفظ جميع دواوين الدنيا.. ومن تعرف على مولاه علمه من العلوم ما لا تستطيع جميع دواوين الدنيا أن تستوعبه، أو تحيط به.

قلت: العلوم كثيرة.. ونحن في عصر كثرت فيه العلوم وتفرعت.

قال: وأنا أتعلمها من مولاي، فأزداد معرفة به، وشوقا له.. فصنعة مولاي تدل عليه.

قلت: وهل هناك من يتعلمها من غيره؟.. الله هو معلم الكل.

قال: هناك الجاحدون الذين يتعلمون الصنعة، وينكرون الصانع، ويبصرون الجمال، وينكرون الجميل، ويتنعمون بالإبداع، ويسبون المبدع.

قال ذلك، ثم انصرف إلى تسبيحاته يقولها بخشوع وفناء.. بعدها رفع يديه إلى السماء يدعو الله.. ثم خرجنا جميعا إلى البيت، حيث نشرت السفرة، وقدم الطعام.

قال جعفر مخاطبا حفيده: حدثنا يا علي عن أذكار رسول الله (ص) التي كان يقولها عند الطعام.

قال الصبي: أذكار الطعام كلها نبع من فيض قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (البقرة:172)

قال جعفر: أذكار الطعام كثيرة.. وهي لا تقتصر على الحمد.. فكيف اجتمعت في هذه الآية؟

قال الصبي: كلها تؤول إلى الحمد.. فالحمد مبتدأها، والحمد منتهاها، وقد قال a:

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست