responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 74
الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)([98])

وفي حديث آخر قال (ص): (ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار)([99])

سكت قليلا، ثم قال: لقد جمع (ص) في هذه الكلمات جميع خيرات الآخرة والدنيا، فإن الإنصاف يقتضي أن يؤدي إلى الله تعالى جميع حقوقه وما أمره به، ويجتنب جميع ما نهاه عنه، وأن يؤدي إلى الناس حقوقهم، ولا يطلب ما ليس له، وأن ينصف أيضا نفسه، فلا يوقعها في قبيح أصلا.

وأما بذل السلام للعالم، فمعناه لجميع الناس فيتضمن أن لا يتكبر على أحد، وأن لا يكون بينه وبين أحد جفاء يمتنع من السلام عليه بسببه.

وأما الإنفاق من الإقتار فيقتضي كمال الوثوق بالله تعالى والتوكل عليه والشفقة على المسلمين([100]).

سرنا في السوق، فكان يكثر من قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير)، فقلت: أراك تردد هذا الذكر.. أباعتباره من الأذكار العامة التي تقرأ في كل المحال، أم باعتباره من الأذكار الخاصة التي تقال في هذا المحل خصوصا؟

قال: أقوله للاعتبارين.. أما الاعتبار الأول فقد علمته.. وأما الاعتبار الثاني، فقد ورد في الحديث قوله (ص): (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير: كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة)([101])

قلت: لم اختلف أجرها العام عن أجرها الخاص؟

قال: إن السوق محل غفلة عن الله.. وقد يكون محلا لمعاصي كثيرة.. ولذلك كان ذكر الله فيه مذكرا بالله.. وفي التذكير بالله ما يرفع الغفلة، ويملأ النفس بالورع عن المعصية.


[98] رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما بأسانيد جيدة، وقال الترمذي: حديث صحيح.

[99] رواه البخاري، وروي مرفوعا في غير البخاري.

[100] انظر: الأذكار للنووي.

[101] رواه الحاكم.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست